بيشكيك، 23 مايو 2025. / قابار /
اعتمدت في الجمهورية القرغيزية "برنامج التنمية المستدامة للسياحة حتى عام 2030"، والذي حُددت في إطاره الاتجاهات الرئيسية التي بدأ تنفيذها بالفعل. وتُجرى حالياً أعمال ترميم للمرافق السياحية بهدف زيادة عدد السياح الأجانب والمحليين، مع التركيز على تطوير السياحة الجبلية والبيئية والرياضية والطبية.
تعمل كل محافظة على جذب الاستثمارات وبناء مناطق ترفيهية وتهيئة الظروف الملائمة لرجال الأعمال.
وبحسب ما أفاد به نائب الممثل المفوض لرئيس الجمهورية في محافظة أوش إلياز تاشباييف لوكالة "قابار"، سيفتتح موسم السياحة الصيفية رسميًا في الثالث من يونيو في المسرح الوطني الدرامي بأوش. وسيشارك في معرض "سلام أوش – 2025" السياحي الدولي ضيوف من أكثر من 10 دول.
أما في الرابع من يونيو، فستُقام في منطقة كارا كوي (منطقة نوكات) فعالية كبرى للترويج للسياحة الثقافية، تهدف إلى إبراز المعالم الطبيعية والتاريخية في المنطقة وتنشيط السياحة.
وأضاف تاشباييف: "السياحة قطاع واعد، ولذلك يزداد عدد الفنادق ومناطق الترفيه والمطاعم وشركات الخدمات عاماً بعد عام. ويوجد حالياً 1324 كياناً تجارياً يعمل في هذا المجال، ويتزايد بالتالي تدفق السياح. إذ يزور محافظة أوش سياح من أوزبكستان وطاجيكستان والصين ودول أخرى، سواء عبر شركات السياحة أو بشكل مستقل.
وقد تم اعتماد برنامج تطوير السياحة في الولاية للفترة 2024–2028، ويتم في إطاره تحسين البنية التحتية للمرافق السياحية. فعلى سبيل المثال، تم مد خط كهرباء بطول 11 كيلومتراً في مروج ساري-أوي بمنطقة ألاي، حيث تقع منتجعات مثل "رايان" و"آق قاين". كما يُبنى متنزه في مدينة أوزغين التاريخية، وافتُتح سينما "آيتشوروك". وتُدرس مشاريع لتأجير أراضٍ على جوانب الطرق المؤدية إلى ألاي وتالديك وساري-تاش ونوكات لإنشاء محطات استراحة "Rest Point"، على أن يبدأ البناء في النصف الثاني من العام.
ويجري أيضًا العمل على رقمنة نقاط الدخول إلى المنتزهات الطبيعية من أجل تتبع أعداد الزوار وتطبيق نظام الدفع غير النقدي لرسوم الدخول. كما تُبنى مواقف للسيارات. وخصص البنك الدولي ومنظمة ARIS مبلغ 30 مليون دولار لدعم السياحة. ويجري تقديم منح وقروض لرواد الأعمال. كما يُشترط إنشاء مرفق ترفيهي واحد على الأقل في كل منطقة، ما سيجذب السياح المحليين والأجانب على حد سواء".
أما في م تشوي، فقد تم اعتماد علامة سياحية إقليمية، ووُضعت مسارات سياحية باسم "الطريق الكبير والصغير في تشوي"، ويتم توفير ظروف مريحة ليس فقط للسياح، بل أيضاً للسكان المحليين. ومن المخطط تنظيم مهرجانات مثل "قِميز فيست" و"كيمينغير" وغيرها.
وبحسب ممثلية الرئيس في محافظة تشوي، يجري تنفيذ مشروع لتطوير السياحة التاريخية والثقافية بالتعاون مع المنظمة اليابانية JICA، بعنوان "الخطة العامة لتطوير السياحة الإقليمية في محافظة تشوي من خلال استخدام مواقع التراث العالمي". ويشمل هذا المشروع مناطق سوياب ونيوكيت وبورانا، إضافة إلى مشاريع مثل قطف الفراولة، وتزيين الفخار، واستقبال الضيوف في البيوت الخاصة، وإنشاء موقع إلكتروني للسياحة في الولاية.
وجذبت محافظة تشوي منذ عام 2023 استثمارات في القطاع السياحي بقيمة 927 مليون سوم، ومن بين المشاريع المنفذة:
- منطقة "باي كول" الترفيهية (قرية فوينو-أنطونوڤكا)
- منتجع "شاعباي" (قرية ساري-أوزون)
- منطقة "بيكسولتان" الترفيهية (قرية سين-تاش)
- منطقة "آق ساراي" الترفيهية (قرية نورمانبيت)
- منتجع "توندوك" (قرية س. إبراهيموف) – تم افتتاحه
- مركز تزلج (قرية شامشي)
- المجمع الثقافي "ألاكوش" (قرية كارال-دوبو) – تم افتتاحه
- بيوت ضيافة "دانيا ريتش" و"بختيار" (وادي كيغيتي) – تم افتتاحها
ويعمل صندوق دعم وتطوير السياحة حالياً على تنفيذ مشاريع بنية تحتية واستثمارية، منها مشروع "نقاط الاستراحة Rest Point في قرغيزستان"، والذي يشمل إنشاء محطات توقف سياحية حديثة في الأقاليم تضم مقاهي، حمامات، مراحيض، محطات شحن، متاجر، وشاشات معلوماتية.
وبالإضافة إلى السياحة الصيفية، يُعطى أولوية أيضاً لتطوير السياحة الشتوية. وتنفذ الحكومة مشاريع بنية تحتية بنشاط، حيث يجري بناء منتجعات مثل "ألا-توو ريزورت" في ولاية إيسيك-كول، و"Baytik Mountain Resort" في ولاية تشوي، و"Chatkal Resort" في ولاية جلال-آباد.
ووفقاً لإدارة السياحة، عززت الجمهورية القرغيزية موقعها على الساحة الدولية في مجال السياحة خلال عامي 2023–2024. ففي أبريل 2025، شاركت البلاد كشريك في معرض السياحة "صيف 2025" في مدينة يكاتيرينبورغ، كما تم تقديم الجناح الوطني في مارس 2024 ضمن معرض MITT في موسكو. ونُظمت هذه الفعاليات من قبل صندوق دعم وتطوير السياحة في الجمهورية، وأسهمت في تقديم الإمكانات السياحية للبلاد على المستوى الدولي.
ومن المخطط في عام 2025 تنظيم مهرجانات ثقافية شعبية، وبطولات رياضية، ومؤتمرات موضوعية، وحملات دعائية ومعلوماتية.
ويشمل "برنامج التنمية المستدامة للسياحة للفترة 2025–2030" مجموعة من الإجراءات الاستراتيجية لتعزيز جاذبية البلاد السياحية، مثل الحملات التسويقية الواسعة على الأسواق الدولية، وتسهيل الحصول على التأشيرات الإلكترونية، والترويج للوجهات البيئية.
ويُولى اهتمام خاص لتوسيع السياحة الداخلية، وتحسين جودة الخدمات المقدمة، وتحديث البنية التحتية. وتهدف هذه الإجراءات إلى تحويل الجمهورية القرغيزية إلى دولة سياحية مستدامة وتنافسية وذات حضور قوي في آسيا الوسطى، إضافة إلى تحفيز السياحة الداخلية وتهيئة ظروف مريحة للمسافرين.