الانضباط والنظام: ضرورة كفاءة وفعالية هيكل السلطة

التحليل Загрузка... 22 فبراير 2025 12:10
{{ item.title }}
{{ item.title }}
{{ item.title }}
{{ item.title }}
{{ item.title }}
{{ item.title }}
{{ item.title }}
{{ item.title }}
Next
Previous

بيشكيك، 22 فبراير 2025. / قابار/

عقدت هيئة إدارة الرئاسة أول اجتماع لها بمشاركة أعضاء الحكومة والمسؤولين المعنيين، حيث أبدى رئيس مجلس الوزراء للجمهورية القرغيزية، عادلبيك قاسمعلييف، موقفًا حازمًا، موجهًا انتقادات مباشرة لعدد من المسؤولين بسبب ضعف الانضباط. وفي مستهل الاجتماع، الذي انعقد في "إينتماك أوردو"، حذر قاسمعلييف من أن النقد سيكون قاسيًا، مؤكدًا ضرورة التعامل معه بجدية واتخاذ القرارات المناسبة.

خلال الاجتماع، تم تسليط الضوء على رحلات كبار المسؤولين، من الوزراء إلى نوابهم، حيث تبين أن السفر إلى الخارج كان متكررًا وطويل الأمد، بينما كانت فائدته مشكوكًا فيها. بالإضافة إلى ذلك، تم الكشف عن قيام بعض رؤساء الهيئات بتزوير التقارير بهدف تضخيم إنجازاتهم. وقد نشرت وسائل الإعلام في البلاد قائمة بأسماء المسؤولين الذين سافروا إلى دول بعيدة دون تحقيق أي نتائج تُذكر. كما أثارت بعض الرحلات الطويلة، التي امتدت لما يقرب من ثلاثة أشهر، الدهشة، خاصة أن بعض المسؤولين لم يكلفوا أنفسهم عناء تقديم تقارير عنها، فيما حاول آخرون إدراج زملائهم في هذه الرحلات تحت ذرائع غير واقعية.

أعلنت إدارة الرئاسة بشكل صارم أنه لن تكون هناك أي رحلات غير مصرح بها مستقبلاً، مؤكدة أن الأمر يتعلق بالانضباط والمسؤولية والاستخدام الفعّال للوقت. في بعض المؤسسات، أمضى العشرات من كبار المسؤولين مئات الساعات في السفر، مما أدى إلى فقدان 1232 يوم عمل في وزارة واحدة فقط.

وبحسب رئيس إدارة الرقابة على تنفيذ قرارات رئيس الدولة والحكومة، أزمات عثمانوف، فقد تم منذ مايو وحتى ديسمبر 2024 تطبيق إجراء جديد للموافقة على الرحلات من قبل إدارة الرئاسة. وتم تلقي 439 طلبًا، رُفض منها 128 لعدم جدواها. ومع ذلك، تحدّى بعض المسؤولين الحظر وسافروا إلى الخارج، مما أدى إلى تباطؤ أعمال المؤسسات الحكومية.

لم تقتصر العقوبات على التوبيخات، إذ تم إعفاء ثلاثة مسؤولين من مناصبهم مباشرة خلال الاجتماع، كما تم فرض عقوبات على أكثر من 25 مسؤولًا حكوميًا. وتم رصد جميع المسؤولين الذين يمارسون "نشاطًا وهميًا" دون تحقيق نتائج حقيقية.

وخلال مناقشة تقارير ممثلي الرئيس ورؤساء الإدارات الإقليمية، تم توجيه العديد من الانتقادات بسبب سوء الأداء، حيث كان مستوى الانضباط في الأقاليم لا يزال متدنّيًا.

تم فرض عقوبات على أكثر من 20 مسؤولًا، من بينهم نواب ممثلي الرئيس في الأقاليم، ورؤساء الإدارات المحلية. وأكد رئيس مجلس الوزراء أن من لا يلتزم بالتحسين، ستتم إقالته، مشيرًا إلى أنه قدم بالفعل مقترحًا للرئيس بإقالة سبعة من رؤساء المناطق.

ويرى الخبراء أن عادلبيك قاسمعلييف، الذي يتمتع بخبرة إدارية قوية، يولي أهمية قصوى للانضباط التنفيذي. ومع دخول الجمهورية القرغيزية مرحلة من التطور النشط، أصبح الأداء الفعّال للمسؤولين عاملًا رئيسيًا في استقرار البلاد. وتُظهر إجراءات رئيس الحكومة تصميمه على ضمان التنفيذ السريع والجيد لقرارات الرئيس والحكومة في جميع المناطق.

ويشير المحللون السياسيون إلى أن قاسمعلييف يعمل وفقًا للإيقاع والسياسات التي يحددها الرئيس صادر جباروف، حيث يجب أن تكون منظومة الحكم فعالة وقادرة على الاستجابة لمطالب المواطنين ودفع عجلة التنمية. وهذا هو النهج الذي يسعى رئيس الحكومة إلى ترسيخه حاليًا.