بيشكيك، 22 أبريل 2025. / قابار/ يحمل أول زيارة رسمية للرئيس صادر جاباروف إلى مملكة البحرين أهمية خاصة على الصعيدين السياسي والاقتصادي، إذ يعتبرها الخبراء بداية مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين، ودليلًا على الرغبة المتبادلة في تعزيز التعاون.
تشير التقديرات إلى أن البحرين، بوصفها مركزًا ماليًا مهمًا في الخليج العربي وأحد اللاعبين البارزين في العالم العربي، يفتح أمام الجمهورية القرغيزية آفاقًا اقتصادية واعدة تشمل جذب الاستثمارات في مجالات البنية التحتية والطاقة والسياحة والزراعة، بالإضافة إلى إقامة مشاريع مشتركة وتوسيع إمكانيات التصدير. ويمكن لقرغيزستان أن تقدّم للبحرين مجالات استثمارية جذابة، بدءًا من الطاقة الكهرومائية وصولًا إلى المنتجات العضوية. وكما يوضح الدكتور في العلوم الاقتصادية تولونبيك عبديروف، فإن ما يميز المرحلة الحالية هو اهتمام البحرين بالمشاريع المتعلقة بالطاقة الخضراء، والرقمنة، والتمويل الإسلامي.
وأشار عبديروف إلى أن البحرين تمتلك موارد مالية ضخمة بفضل قطاعها النفطي ونظامها المصرفي المتقدم، وهذان القطاعان يمكن أن يشكّلا مصدرًا رئيسيًا للتعاون الاقتصادي. وأضاف أن قرغيزستان يمكن أن تركز على مشاريع مثل البنية التحتية، بناء الطرق، مراكز الخدمات اللوجستية، وقطاع الطاقة، مما سيفتح آفاقًا جديدة للاستثمار. ولفت إلى أن هذه الزيارة الرئاسية تفتح إمكانيات جديدة للتعاون الاقتصادي وولوج الأسواق الجديدة.
كما شدد الخبير الاقتصادي على أهمية التعاون في جذب الاستثمارات عبر إنشاء صناديق مشتركة لتنفيذ العديد من المشاريع.
من جانبه، أوضح السفير فوق العادة والمفوض للجمهورية القرغيزية دانيار صديقوف أن هذه الزيارة الرسمية تعكس سعي قرغيزستان لتوسيع خارطة سياستها الخارجية وتعزيز حضورها على الساحة الدولية.
وقال صديقوف: "الأهم في هذه الزيارة أنها الأولى من نوعها لدولة قرغيزستان ذات السيادة، وقد حرص الجانب البحريني على احترام كامل للبروتوكولات الدبلوماسية، حيث كان في استقبال الرئيس وزير خارجية المملكة، وهو ما يؤكد أهمية الزيارة. ولا شك في أنها زيارة تاريخية، فقد شملت إلى جانب اللقاءات الرسمية برنامجًا ثقافيًا أيضًا."
وأشار إلى أن زيارة المتحف الوطني في البحرين تكتسب أهمية خاصة في إطار الدبلوماسية الثقافية، إذ تُسهم في تعزيز العلاقات الدولية.
وأوضح أن دعوة رئيس الجمهورية القرغيزية صادر جاباروف لزيارة المتحف الوطني تحمل دلالات عدّة؛ فهي تعكس احترامًا للإرث الثقافي البحريني، وتعزّز الفهم المتبادل بين الشعوب، كما تعبّر عن الرغبة في تعميق العلاقات الثنائية وتبادل القيم الثقافية، مما يقوي أواصر الصداقة بين البلدين.
ويُشكل تعميق العلاقات في المجالات الإنسانية والتعليمية والثقافية أساسًا متينًا للتعاون المستدام على المدى الطويل.
وينقسم البحرين إلى ثلاثة أقاليم رئيسية تاريخية وجغرافية، ويعود هذا التقسيم إلى ظروفه الطبيعية وتطوره التاريخي وخصائصه الإدارية. ولا يقتصر غنى البحرين على النفط فقط، بل يشهد قطاع السياحة في البلاد أيضًا تطورًا كبيرًا.
وأكد السفير صديقوف أن البحرين تُبدي اهتمامًا بالمنتجات الصديقة للبيئة، كما أنها مستعدة للاستثمار في مشاريع بنية تحتية كبرى. وقد تم توقيع تسع وثائق، من بينها مذكرات تفاهم للتعاون في مجالات عدة، تشمل الاقتصاد والتجارة، إلى جانب تأسيس خط جوي مباشر بين البلدين، مما يُنشئ جسرًا جويًا مباشرًا بينهما. واعتبر أن هذه الزيارة تُعد تاريخية، وإذا ما تم تنفيذ الوثائق الموقعة، فإن نتائجها ستكون مثمرة للغاية.
وأضاف أن الجمهورية القرغيزية باتت لاعبًا مهمًا على الساحة الدولية، وهي تطرح مبادرات تلقى تفهمًا ودعمًا.
وأشار إلى أن آسيا الوسطى أصبحت اليوم منطقة فريدة تجذب اهتمام القوى الكبرى، وقد شهدت خلال السنوات الثلاث الماضية تفعيلًا كبيرًا للتعاون الإقليمي. وأكد أن زيارة رئيس الجمهورية إلى البحرين تعكس اهتمام العالم العربي بمنطقة آسيا الوسطى.
ويرى المحللون السياسيون أن هذه الزيارة لا تقتصر على الطابع الرمزي، بل تُعد محطة مفصلية تفتح آفاقًا واسعة للنمو الاقتصادي، والتكامل الدولي، والشراكة المتبادلة النافعة.